دليل استقطاب المواهب البشرية للعمل الحكومي

مارس 04, 2020 أقل من أ دقيقة

ثلاث خطوات لتحسين تجربة العمل الحكومي

تُواجه المؤسسات الحكومية تحديًا في اجتذاب الكفاءات البشرية؛ فمن ناحية تخوض منافسةً مُتنامية مع القطاع الخاص، ومن ناحيةٍ أخرى تتسارع مُعدلات تقاعد الموظفين. ولذلك تحتاج الحكومات إلى سد هذه الفجوة عبر دعم جهود التحول الرقمي للمحافظة على أفضل المواهب البشرية واستقطاب أخرى.
ويبدأ تخطي أزمة الموارد البشرية في القطاع العام بإحداث تحول جذري في تجربة العمل للتوافق مع مُتطلبات الأجيال الشابة. واعتاد الشباب خوض تجارب استخدام بالغة الجودة في حياتهم اليومية سواءً على الإنترنت أو خارجه. وفي المُقابل، يعتمد جزءٌ غير قليل من العمل الحكومي على أنظمةٍ تقنية وإدارية قديمة.
ولذلك ينبغي أن تتوافر تجارب عملية على مستوى عالٍ من الجودة للمُتعاملين مع الخدمات الحكومية والموظفين على حدٍ سواء. ويُساعِد تطوير تجربة العمل الحكومي في رفع كفاءة العمليات الحكومية وزيادة رضا الموظفين عن وظائفهم وتشجيعهم على الابتكار، فضلًا عن استقطاب خبرات مُتميزة للمؤسسات الحكومية. وتُساهِم الخطوات الثلاث التالية في تطوير تجربة العمل الحكومي لاجتذاب المواهب البشرية:

الخطوة الأولى: تفعيل سياسات داعمة للتغيير:
لا يخفى إقبال الكثير من الحكومات على اعتماد تقنيات مُبتكرة لتحسين تجربة المتعاملين، وبالمثل يتطلب تحسين تجربة الموظفين تحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات القديمة. وفضلًا على التكلفة المالية المرتفعة لاستخدام هذه الأنظمة، فإنها تُهدِر وقت الموظفين في مهامٍ روتينية عوضًا عن استثماره في مهام استراتيجية وإبداعية.
وهنا تتجلى أهمية القوانين واللوائح التي تُلزِم المؤسسات الحكومية بتحديث مواقعها على الإنترنت بما يُلائِم الأجهزة المحمولة والمستخدمين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى دعم التوقيعات الشخصية الرقمية، وإتاحة نماذج التقديم الورقية عبر الوسائط الرقمية. وتصب هذه التحديثات في دعم التحول الرقمي بما يخدم المتعاملين والموظفين معًا.

الخطوة الثانية: تطوير العلامات التجارية للمؤسسات الحكومية:
لم تكن العلامات التجارية في أي وقت أكثر أهمية من هذا العصر في ضوء صعود منصات الإعلام الاجتماعي ونجومها ولاسيما في وسط الأجيال الشابة. ونظرًا لحماس الشباب للعمل في مؤسساتٍ تمتلك قيمًا واضحة، تحتاج الحكومات إلى إبراز تأثير عملها لموظفيها الحاليين والمستقبليين.
وفي واقع الأمر تمتلك كلُ مؤسسة حكومية قصصًا مُلهِمة لترويها، لكنها تحتاج إلى استثمار أدوات هذا العصر ولغته في الوصول إلى جمهورٍ أوسع. ويستلزم هذا تقديم محتوى مُتميز عبر منصات الإعلام الاجتماعي لاستقطاب كفاءات شابة واعدة في ظل تأثير هذه المنصات البالغ في تشكيل تصورات الأجيال الجديدة.
وتستفيد المؤسسات الحكومية من طرح قصصها بأساليبٍ حديثة عبر قنوات الإنترنت المُتعددة، كما يتعين عليها توظيف البيانات والتحليلات للوصول إلى جمهورها من المواهب البشرية التي يُحتَمل انضمامها للعمل، وهو أمر سيُيسِّر مهام المسؤولين عن التوظيف والباحثين عن الوظائف الحكومية في آنٍ واحد.
وعلى سبيل المثال، تتمتع وكالة “ناسا” الأمريكية لأبحاث الفضاء بحضورٍ واسع في منصات الإعلام الاجتماعي، وتعرض من خلاله التطورات الحاصلة في علوم الأرض وأبحاث الفضاء بالإضافة كما تُروِّج للخبرات الفريدة لدى موظفيها وتجربتهم في العمل.

الخطوة الثالثة: إبراز التأثير الإيجابي للعمل الحكومي:
يهتم موظفو القطاع العام بالتأثير الإيجابي للعمل الحكومي في الإصلاح وخدمة المواطنين. وينبغي على المؤسسات الحكومية توظيف المنصات الرقمية في تسليط الضوء على دورها في نفع المجتمع عمومًا، وهو أمر من شأنه تشجيع الموظفين ومساعدتهم على بلوغ هذه الغايات بسرعةٍ ويُسر.
وعلى سبيل المثال، حدَّث المركز الوطني للأطفال المفقودين والمُستغلين، وهو منظمة غير هادفة للربح أسسها الكونجرس الأمريكي، موقعه على الإنترنت والتطبيقات المُستخدمة لبناء صور الأطفال المفقودين مع تقدمهم في العمر. وأثمر هذا التحديث زيادةً في التفاعل الرقمي مع أنشطة المركز وارتفاعًا كبيرًا في نسبة نجاحه في إعادة الأطفال المفقودين.
وتتفق الآراء حول أهمية العمل الحكومي وضرورة استقطاب المهارات البشرية المُلائمة لنجاح المؤسسات الحكومية في مهامها ولاسيما وسط التحولات الجارية في الاقتصاد والتكنولوجيا. ومن دون شك يلعب اعتماد السياسات والتقنيات المُلائمة دورًا بارزًا في تشجيع الموظفين على الاستمرار واستقطاب الأجيال الشابة للقطاع العام.

مقالات ذات صلة

نوفمبر 15, 2019

كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تعريف دور المدير؟

أقل من أ دقيقة
مارس 09, 2020

تقرير قياس جودة الحياة: كيف تبدو الحياة في عام 2020؟

أقل من أ دقيقة
فبراير 28, 2020

خمسة دروس لبناء ثقافة البيانات في المؤسسات

أقل من أ دقيقة
مارس 06, 2020

فيروس كورونا: تطبيق ذكي لمُتابعة العزل المنزلي في كوريا الجنوبية

أقل من أ دقيقة