كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تعريف دور المدير؟

نوفمبر 15, 2019 أقل من أ دقيقة

ageawards.com

رؤية جديدة لدور المدير في عصر الذكاء الاصطناعي

يمتد تأثير الذكاء الاصطناعي تدريجيًا وبدرجاتٍ مُتباينة إلى مُختلف القطاعات والوظائف والبلدان. وتتفاوت التقديرات بشأن طبيعة هذا التأثير على سوق العمل ولاسيما لفئات سكانية ووظائف بعينها، لكنها تتفق على الإقرار بحضور الذكاء الاصطناعي في الحاضر والمُستقبل ودوره في توجيه دفة العلاقة بين التكنولوجيا والبشر.
ومثلًا خلصت دراسة من معهد بروكينجز إلى تهديد الأتمتة لنسبة 25% من جميع الوظائف في الولايات المتحدة وخصوصًا للأعمال مُنخفضة الدخل التي يغلب عليها المهام الروتينية. وانتهت دراسةٌ أخرى من معهد أبحاث سياسة النساء إلى أن تهديد الأتمتة يطول 58% من الوظائف التي تشغلها النساء. وفي مُقابل ذلك تتناول دراساتٌ أخرى تأثير الذكاء الاصطناعي في إتاحة وظائف جديدة وتخفيف أعباء الأعمال.
وبعيدًا عن المخاوف على فرص العمل، توصلت دراسةٌ حديثة إلى تفاؤل أكثر من ثلثي الموظفين وحماسهم وامتنانهم لدور الذكاء الاصطناعي والروبوتات في أعمالهم. وأعرب ربع الموظفين عن رضاهم عن دوره في تيسير مهامهم. وأشار نصف المشاركين إلى استخدامهم شكلًا من أشكال الذكاء الاصطناعي في العمل مُقارنةً مع نسبة 32% في عام 2018.
وأجرت الدراسة شركة “أوراكل” للبرمجيات بالتعاون مع “فيوتشر ووركبليس” (Future Workplace) وهي شركة استشارات مُتخصصة في الموارد البشرية ومستقبل العمل. وشملت الدراسة استطلاع آراء 8370 من الموظفين والمديرين ومسؤولي الموارد البشرية في عشرة بلدان.

ثقة في الروبوتات
كشفت الدراسة، التي نُشرت في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019، ثقة 64% من العاملين في التوجيهات الصادرة من الروبوتات أكثر من ثقتهم في توجيهات مديريهم من البشر. وذكر نصف المشاركين في الاستطلاع أنهم لجأوا إلى البرمجيات الآلية طلبًا للمشورة عوضًا عن المديرين. وتفاوتت نسبة الثقة في الروبوتات؛ فتقدمت الهند والصين وسنغافورة على بلدان أخرى مثل اليابان والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.
وتُشير هذه النتائج إلى تأثير الاعتماد المُتزايد على الذكاء الاصطناعي في طريقة تفاعل الموظفين مع المديرين وفي الدور التقليدي للمدير. وفي حين يُوفِّر الذكاء الاصطناعي عناء إنجاز المهام الإداراية الروتينية، فإنه يسمح للمديرين بالتركيز على المهارات الشخصية.
واستنادًا إلى دراسة “أوراكل” و”فيوتشر ووركبليس”، يعتقد الموظفون أن الروبوتات تتفوق في أداء مهام تشمل على الترتيب توفير معلومات غير مُتحيزة، والالتزام بخطط العمل، وحل المشكلات، وإدارة الميزانية، والإجابة على الأسئلة السرية، وتقييم أداء الفريق. وعلى الجانب الآخر يتفوق المديرون في فهم مشاعر الموظفين والتدريب وترسيخ ثقافة العمل وتقييم الأداء وحل المشكلات، بالإضافة إلى توفير الإشراف والتوجيه.

مستقبل الإدارة البشرية
يتولى الذكاء الاصطناعي في شركة “أمريكان إكسبريس” مسؤولية تحديد العروض المُلائمة للشرائح المختلفة من العملاء، الأمر الذي قلل الحاجة إلى مناقشة المديرين والموظفين لهذه المسائل. ولفت أنتوني مافروماتيس، نائب رئيس قسم علوم بيانات العملاء والمنصات في الشركة، إلى وجهٍ آخر لتأثير الذكاء الاصطناعي على دور المديرين. وقال أنه أتاح للمديرين وقتًا أطول للعناية بجوهر وظيفتهم أي الإبداع والابتكار، وهي أمور يعجز عنها الذكاء الاصطناعي. كما قدِّم للمديرين مجالًا
أوسع لتأسيس علاقات أقوى مع أعضاء فريق العمل.
وفي مثالٍ آخر، اتجهت شركة “هيلتون” مُبكرًا إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تبسيط عملية التوظيف. وفي الوقت الراهن تستكشف تطبيقات أخرى للذكاء الاصطناعي مثل المساعدين الرقميين لإنجاز مهام تتضمن تقييم الأداء ومعالجة طلبات الموظفين الراغبين في الحصول على إجازات.
وفي كل الأحوال يتطلب اعتماد الذكاء الاصطناعي في الأعمال توفير واجهات استخدام مُبسطة والمحافظة على الأمن السيبراني والخصوصية. كما أن صعود الذكاء الاصطناعي –الذي يبدو مُؤكدًا- لا يعني بأية حال نهاية الإدارة البشرية أو ضرورة اختيار أحدهما دون الآخر؛ بل سيعمل البشر والربوتات جنبًا إلى جنب من أجل إنجاز أسرع وأكثر كفاءة. ويتطلب ذلك من المديرين الاهتمام بالمهارات الشخصية والإنسانية والابتكار في حين تتولى الروبوتات المهام التقنية

مقالات ذات صلة

مارس 09, 2020

تقرير قياس جودة الحياة: كيف تبدو الحياة في عام 2020؟

أقل من أ دقيقة
مارس 04, 2020

دليل استقطاب المواهب البشرية للعمل الحكومي

أقل من أ دقيقة
فبراير 28, 2020

خمسة دروس لبناء ثقافة البيانات في المؤسسات

أقل من أ دقيقة
مارس 06, 2020

فيروس كورونا: تطبيق ذكي لمُتابعة العزل المنزلي في كوريا الجنوبية

أقل من أ دقيقة