فيروس كورونا: تطبيق ذكي لمُتابعة العزل المنزلي في كوريا الجنوبية

مارس 06, 2020 أقل من أ دقيقة

كحال كثير من دول العالم التي اعتمدت العزل المنزلي لاحتواء تفشي فيروس كورونا المُستجد، تُلزم كوريا الجنوبية الآلاف من مواطنيها بالبقاء في منازلهم للحد من الإصابات الجديدة. وتستخدم تطبيقًا للهواتف الذكية في مُتابعة التزام المواطنين بالحجر الصحي، ويستهدف التطبيق تعزيز كفاءة إجراءات الحجر الصحي وتيسير مُتابعة الأعداد المتزايدة من المواطنين الخاضعين للعزل ومنعهم من نشر فيروس كورونا إلى غيرهم في حال إصابتهم.

قواعد العزل في كوريا
تفرض المراكز الكورية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها العزل الإجباري لمدة أسبوعين على كل شخص تواصل مع أحد المُصابين بفيروس كورونا المُسبب لمرض “كوفيد-19”. ويعني ذلك جميع الأشخاص الذين سبق لهم الوجود على مسافة مترين من الشخص المُصاب أو الوجود بصحبته في غرفة سَعل فيها.
وحين يتلقى الأشخاص أمرًا من المراكز الطبية المحلية بالعزل يُمنعون قانونًا من مغادرة المناطق المُحددة للعزل وعادةً ما تكون منازلهم، كما يُطلب منهم الابتعاد عن الآخرين بما في ذلك أفراد أسرهم. ويتولى موظف حكومي التحقق مرتين يوميًا من حالتهم الصحية، وعند رصد أية أعراض للإصابة تصل فرق الاختبار المُتنقلة لجمع العينات وتحليلها.

تطبيق حكومي ذكي لمتابعة الالتزام
طوَّرت وزارة الداخلية والسلامة في كوريا الجنوبية التطبيق الذكي كوسيلةٍ لمُتابعة التزام الخاضعين للعزل المنزلي بالتعليمات، ويجمع اسم التطبيق بين العزل الذاتي والسلامة باللغة الكورية. ويستطيع الأفراد الخاضعون للحجر الصحي استخدام التطبيق للإبلاغ بتطورات حالتهم الصحية. ويستخدم التطبيق خاصية نظام تحديد المواقع العالمي في تتبع موقع المستخدم والتأكد من عدم مغادرته المنزل.
ويعكس إدراج خاصية تتبع المواقع الجغرافية في التطبيق المحاولات المضنية لمواجهة جائحة كورونا. وبرزت الأزمة إلى الواجهة في كوريا الجنوبية في منتصف شهر فبراير/شباط 2020، وحينها ظهرت أعراض الإصابة بفيروس كورونا على سيدة في الحادية والستين من العمر يُشار إليها باسم “المريض 31″، لكنها رفضت الخضوع للاختبار وواصلت سير حياتها المُعتاد، الأمر الذي تسبب في نقلها العدوى لكثيرين، وباتت مدينة دايجو والمنطقة المحيطة بؤرةً للإصابات في البلاد.
ولا يُعد استخدام التطبيق إلزاميًا؛ نظرًا لأن بعض لأشخاص قد يُواجهون صعوبات في تنزيل التطبيق أو استخدامه. ولذلك تستمر حكومة كوريا الجنوبية في مُتابعة الخاضعين للعزل المنزلي عبر المكالمات الهاتفية اليومية، كما يستطيع الأشخاص التوقف عن استخدام التطبيق متى رغبوا. وأكد المسؤولون على اتباعهم نهجًا مرنًا فيما يتعلق بخاصية تتبع موقع المستخدم. وبينما لم يُكشَف عن نطاق التنقل المسموح به، لفت المسؤول عن تطوير التطبيق، جونج تشانج-هيون، إلى مُراعاة الوزارة لاحتمالات الخطأ الواردة في نظام تتبع المواقع الجغرافية.

مواجهة شاملة مع كورونا
يُمثِّل التطبيق الذكي أحد الإجراءات المتنوعة التي تعتمدها كوريا الجنوبية في مواجهة فيروس كورونا التي تشمل إجراء الاختبارات على نطاقٍ واسع، وإرسال تنبيهات حكومية إلى هواتف المواطنين لإعلامهم بأية إصابات جديدة، بالإضافة إلى مبادرات خاصة تعرض حالات الإصابة المُؤكدة بفيروس كورونا.
ومع ذلك، فإن جمع هذا القدر من البيانات تسبب في إشاعة نوع من الخوف الاجتماعي وتسريب بيانات خاطئة عن المرضى. وقال جونج أن الوزارة تسعى إلى الحد من هذه المخاطر؛ فيستطيع الشخص الخاضع للعزل والمسؤول الموكل به وحدهما الوصول إلى التطبيق. وأشار إلى استمرار البحث عن أساليب لتحسين التطبيق أثناء استخدامه، فضلًا عن استعداد الحكومة لمشاركة التكنولوجيا مع أية دول أخرى تحتاج إليها.

مقالات ذات صلة

نوفمبر 15, 2019

كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تعريف دور المدير؟

أقل من أ دقيقة
مارس 09, 2020

تقرير قياس جودة الحياة: كيف تبدو الحياة في عام 2020؟

أقل من أ دقيقة
مارس 04, 2020

دليل استقطاب المواهب البشرية للعمل الحكومي

أقل من أ دقيقة
فبراير 28, 2020

خمسة دروس لبناء ثقافة البيانات في المؤسسات

أقل من أ دقيقة