كيف بنت عاصمة باراجواي بياناتها عن السكان من الصفر؟

البيانات أغسطس 25, 2019 أقل من أ دقيقة

هذا المحتوى مقدم من منصة حكومة 01

يستلزم اتخاذ قرارات واعية على مستوى المؤسسات والأفراد أساسًا قويًا من بيانات وافية ومُحدثة، وهو ما ثبت في تجربة مدينة أسونسيون، عاصمة باراجواي؛ التي عانت من غياب البيانات الأساسية عن سكانها البالغ عددهم نحو ثلاثة ملايين نسمة.

ويعود آخر إحصاء سكاني في المدينة إلى عام 2002، الأمر الذي جعل معلومات مثل أعداد طلاب المدارس وذوي الاحتياجات الخاصة ونطاق انتشار الرعاية الصحية الحكومية ووثائق الهوية الشخصية غائبة تمامًا. ويُمكن لمثل هذه المعلومات -أو بالأحرى القرارات المبنية عليها- التأثير على حياة الأفراد مُباشرةً. وعلى سبيل المثال ربما تُسهِم في إدراج الفئات الأكثر حاجةً ضمن أنظمة الرعاية الاجتماعية وتزويدهم بالمساعدات النقدية والصحية الضرورية.

وفي العام الماضي لجأت مدينة أسونسيون إلى التعاون مع مجموعات السكان لجمع البيانات وتحليلها. وكانت البداية في مناطق السهول الفيضية المنخفضة على امتداد نهر باراجواي. وتُجبر الأمطار الموسمية والفيضانات السنوية الآلاف من الفقراء إلى مُغادرة مساكنهم غير النظامية والمُكتظة إلى ملاجئ المدينة والشوارع.

وتعاون خبراءٌ ومتطوعون من “الصليب الأحمر” في باراجواي وبدعمٍ من البنك الدولي مع موظفي المدينة للتحدث مع السكان النازحين في مختلف أنحاء المدينة. وبالفعل سجلوا، للمرة الأولى منذ سنوات، أعداد الأطفال والنساء الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون في الملاجئ. واستخدموا أداة Open Data Kit مفتوحة المصدر لإدخال البيانات إلى هواتفهم الذكية.

وفي إشارةٍ إلى أهمية جمع البيانات، قال كريستيان ديكورميس، الخبير الاقتصادي ومستشار برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية:

“ينبغي علينا امتلاك المعلومات والبيانات كي نتمكن من تغيير الواقع. جمع البيانات أمرٌ أساسي لأنه يُوضح أهدافك، ويسمح لك بوضع مؤشرات، ومن ثم قياس ما إذا ما كنت ناجحاً أم لا”.

وتوصل المسح إلى تركز النازحين في ثلاثة مناطق من المدينة بسبب الفيضانات. وبناءً على ذلك، تُرسل السلطات المحلية حاليًا موظفين مُدربين بشكل منتظم لإجراء مقابلات إضافية وجمع المزيد من المعلومات، وينتمي بعضٌ من هؤلاء الموظفين إلى الأحياء نفسها التي يعملون فيها، ما يضمن معرفتهم بهذه المناطق وبسبل الوصول إلى سكانها.

وتسعى مدينة أسونسيون إلى تحديد المستحقين للمساعدات النقدية ضمن أربع فئات هي: الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والسكان الأصليين، ومن ثم ضم ما لا يقل عن 300 شخص إلى برنامج الخدمات الاجتماعية بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول.

وفي مشروعٍ ذي صلة بتعاون إدارة المدينة مع السكان، سعت أسونسيون إلى تعزيز مشاركة السكان في تحديد أولويات مدينتهم من خلال اجتماعات مع قادة المجتمعات المحلية في الأحياء، ويُشارك في كلٍ منها ما يزيد عن مائة شخص. ويُقدم المشروع للسكان منصةً لعرض أفكارهم، ما يسمح للسلطات المحلية بدراسة احتياجاتهم عن كثب، وفي الوقت نفسه يُقوي شعور السكان بالانتماء إلى مجتمعهم.

ويرى عمدة المدينة ماريو فيرييرو أن كلا المشروعين يطمحان لمواجهة انعدام المساواة في بارجواي؛ فعلى الرغم من الطفرة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، فلم ترتفع مستويات الإنفاق على الخدمات الاجتماعية بالإضافة إلى شيوع الإقصاء وعدم المساواة والفقر. وقال فيرييرو:

“يتحدث الجميع عن الفقراء. لقد حان الوقت لأن يتمكنوا من التحدث عن أنفسهم”.

نماذج ملهمة ذات صلة

يونيو 06 , 2020

مشاركة المواطنين تُسِهم في الحد من وفيات الطرق

أقل من أ دقيقة
سبتمبر 02 , 2019

في روما: تذاكر المترو مقابل زجاجات البلاستيك!

أقل من أ دقيقة
سبتمبر 04 , 2019

الفشل في الابتكار: أربعة دروس من القطاع الخاص

أقل من أ دقيقة
سبتمبر 15 , 2019

الهواتف المحمولة وثورة الرعاية الصحية في أوغندا وكينيا

أقل من أ دقيقة