من غير المُحتمل أن تبقى أيّ وظيفةٍ بمنأى عن الثورة الصناعية الرابعة … فما العمل إذاً؟

يجب تعلُّم مهارات جديدة، والقيام باستثمارات كبيرة في التعلُّم مدى الحياة، ومساعدة الناس على اجتياز التغيير. وهذا ما فعلته المملكة المتحدة.

إذ طوَّرت خطةً وطنية بمبلغ 100 مليون جنيه استرليني، لإعادة تدريب الأشخاص الذين قد تتأثَّر وظائفهم بالتقدم التكنولوجي، لمساعدتهم على التكيُّف مع التغييرات في مكان العمل الحديث.

ومن المقرر أن تنطلق الخدمة الرقمية، التي تحمل اسم Get Help to Retrain، أولاً في مدينة ليفربول. وستساعد الخدمة البالغين في تقييم مهاراتهم الحالية، وإيجاد فرص عمل أو برامج تدريب لمساعدتهم في تأدية دورٍ جديد.

“تعمل تقنياتٌ، مثل الذكاء الاصطناعي والأتمتة، على تغيير الطريقة التي نعيش ونعمل ونحقق بها فوائد ضخمة لاقتصادنا. لكن هذا يعني أيضاً أنَّ الوظائف تتطور، وستدخل بعض الأدوار قريباً في طيّ النسيان”.

– داميان هيندز، وزير التعليم البريطاني

ويعتبر البرنامج تحدياً كبيراً ومعقداً، لذا تقرر أن يبدأ على نطاقٍ صغير، ويكون التعلم بالتقدم. وبدأت الخطة بإطلاق خدمة Get Help to Retrain الرقمية في مدينة ليفربول أولاً. وستجري دعوة البالغين المؤهلين لاختبار الخدمة في البداية والمساعدة في تطويرها، بمن فيهم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 24 عاماً فأكثر، والذين يحملون مؤهلات دون مستوى الشهادة، وأجراً أقل من درجةٍ معينة. وسيكون مستشارو الوظائف المدربين متاحين لإسداء النصائح والمعلومات للمشاركين.

“سيكون برنامج إعادة التدريب الوطني محورياً في مساعدة البالغين من جميع أنحاء البلاد، والذين تتعرَّض وظائفهم لخطر التغيير، من أجل اكتساب مهارات جديدة والدخول في الطريق إلى مهنةٍ جديدة أكثر جدوى”.

– داميان هيندز، وزير التعليم البريطاني

وتقول الحكومة إنَّها أطلقت خطة الإبقاء على الموظفين، بعد أن وجدت أنَّ 35٪ من الوظائف يمكن أن تكون عرضةً للتغيير بسبب الأتمتة على مدار السنوات العشر أو العشرين المقبلة. وادَّعى الكثيرون أنَّ الأتمتة والذكاء الاصطناعي سيتسببان في تحوُّل مكان العمل، واستبدال بعض الأدوار، وظهور أدوار جديدة، وظهور الحاجة إلى التكيُّف مع أدوار أخرى، وضرورة توافر عقلية التعلُّم مدى الحياة نتيجة تسارع التقدُّم التكنولوجي.

وبعد مراجعة التجربة وإجراء التعديلات، سيجري توسيع نطاق التجربة ونشرها في مناطق أخرى خلال العام المقبل.

ولا شكَّ أنَّ الأتمتة يمكن أن تدعم عمل البشر، ولكنَّها لن تؤدي إلى انخفاض فرص العمل. فعلى الرغم من قضائها على مجموعةٍ واسعة من الوظائف المعاصرة بمرور الوقت، واحتمالية اختفاء بعض الوظائف في وقتٍ أقرب من غيرها؛ إلَّا أنَّ هناك وظائف جديدة ستظهر لمواكبة هذا التطوُّر.

ومن المأمول أن يتم إصدار دليل “الحصول على مساعدة لإعادة التدريب” للاستخدام من قبل البالغين المؤهلين في إنجلترا بحلول مطلع عام 2020.

ويُعَدُّ مخطط إعادة التدريب الوطني جزءاً من الاستراتيجية الصناعية للحكومة، والتي تُركِّز على تطوير مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في المملكة المتحدة، إلى جانب أشياء أخرى.