الفشل في الابتكار: أربعة دروس من القطاع الخاص

الابتكار سبتمبر 04, 2019 أقل من أ دقيقة

هذا المحتوى مقدم من منصة حكومة 01

على الرغم من براعة بعض الأفكار الواعدة إلا أن رحلتها من تصورات المبتكرين حتى تصير منتجات وخدمات ناجحة ليست باليسيرة وتكتنفها الكثير من المخاطر. وفي كثيرٍ من الأحيان تنتهي إلى الفشل؛ وتتراوح نسبة الإخفاق في المنتجات الاستهلاكية من 80 إلى 90% وتصل إلى 50% في الفئات الأخرى، ولا تنجو من ذلك المصير الشركات الأكثر خبرة؛ إذ تُصيب نسبة 65% فقط من منتجاتها النجاح المرجو.

وربما يكمن أهم عوامل النجاح في جعل احتياجات المستخدمين محورًا للابتكار، والانتباه إلى الأسئلة البسيطة حول واقع السوق والمستهلكين دون الخضوع لبريق الابتكار وحده، وهو ما يصدق على القطاعين العام والخاص. وفيما يلي أربعة دروس من فشل الابتكارات في القطاع الخاص:

1. حل مشكلة لا توجد أصلًا:

منذ سبعينيات القرن العشرين بحثت الكثير من الدراسات في الفوارق بين الابتكارات الناجحة والفاشلة، وأظهرت سمةً بارزة للمنتجات الفاشلة؛ وهي استهدافها علاج مشكلات لا تُواجه المستهلك أصلًا. وحتى مع براعة الأفكار وإتقان التنفيذ وحماس الشركات وجهدها فإن المنتجات لا تُمثل قيمةً لمعظم الجمهور المستهدف ما يجعل الإخفاق مصيرها.

2. إطلاق العنان للحماس:

بطبيعة الحال ومع تقدم العمل يزيد حماس المبتكرين لأفكارهم مع ما يبذلونه من جهد لبلوغ مرحلة الإنتاج. وفي بعض الأحيان يطغى طموحهم للإنجاز على أسئلة محورية حول أهمية ما سيُقدمونه للمستهلكين، ومدى استعداد الجمهور لإنفاق المال مُقابل المنتج أو الخدمة الجديدة.

3. إغفال الفوائد التي ستعود على الجمهور:

من المهم أن يُفكر المبتكرون من منظور المستخدمين أنفسهم من خلال فهم حياتهم والمشكلات التي تُواجههم وسُبل حلها، ما يعني التأكد من نفع ابتكارهم للمستخدمين أكثر من الاكتفاء بتقديم ابتكارات ذكية لا تُعالج مشكلات واقعية. ومن اللافت أن هذه الطريقة في التفكير هي الأبسط لكن الأهم هو اتباعها والانتباه لنتائجها.

4. الابتكارات التحويلية ليست القاعدة:

الابتكارات ليست نسيجًا واحدًا وأحدث بعضها تأثيرًا تحويليًا لدرجة أنها أنشئت حاجات وأسواقًا جديدة مثل مُشغِّل الموسيقى المحمول “ووكمان” وشبكة الإنترنت.

ومع الإقرار بالتأثير العميق لكليهما فقد استهدف جهاز “ووكمان” من شركة “سوني” تقديم الموسيقى والتسجيلات الصوتية في أي مكان، وهي حاجة ليست حديثة ويُمكن تتبع جذورها إلى أثرياء العصور الوسطى الذين تحكموا لحدٍ كبير في خيارات الاستماع من خلال الاستعانة بعازفين وفرق خاصة في حفلاتهم ومنازلهم. ولاحقًا ظهرت أجهزة الراديو الصغيرة، ولذلك فإن جهاز “ووكمان” يسَّر التحكم الشخصي في خيارات الاستماع ومثّل تطورًا في تلبية حاجة قائمة بالفعل.

والأمر نفسه يصدق على الإنترنت مع الاعتراف بتأثيرها التحويلي والعميق الذي لا تزال فصوله تتكشف حتى الآن؛ فطالما كانت الاتصالات السريعة والوصول الفوري إلى المعلومات والتسوق من ثوابت أدب الخيال العلمي وتصورات المفكرين عن المستقبل منذ نهاية القرن التاسع عشر، وبالتالي كانت الإنترنت تحقيقًا لتصورات وحاجات قائمة منذ عقود.

ويبقى ألا يتجاهل المطورون أسئلةً بسيطة وأساسية تتعلق بالمبيعات واحتياجات السوق؛ فنجاح الابتكارات رهنٌ بالإجابة عليها بقدر ما يرتبط بالأفكار الذكية والتنفيذ المُتقَن.

نماذج ملهمة ذات صلة

يونيو 06 , 2020

مشاركة المواطنين تُسِهم في الحد من وفيات الطرق

أقل من أ دقيقة
أغسطس 25 , 2019

كيف بنت عاصمة باراجواي بياناتها عن السكان من الصفر؟

أقل من أ دقيقة
سبتمبر 02 , 2019

في روما: تذاكر المترو مقابل زجاجات البلاستيك!

أقل من أ دقيقة
سبتمبر 15 , 2019

الهواتف المحمولة وثورة الرعاية الصحية في أوغندا وكينيا

أقل من أ دقيقة