الهواتف المحمولة وثورة الرعاية الصحية في أوغندا وكينيا

الصحة سبتمبر 15, 2019 أقل من أ دقيقة

هذا المحتوى مقدم من منصة حكومة 01

تُوصي “منظمة الصحة العالمية” بتوفير طبيب واحد على الأقل لكل ألف شخص، لكن في أوغندا يُقدَر وجود طبيب مُقابل كل 25 ألف شخص. وتُعبّر هذه النسبة عن الفجوة الهائلة بين إمكانات الرعاية الصحية الحكومية والاحتياجات الفعلية، وتعني أيضًا صعوبة حصول جميع السكان، ولاسيما في المناطق النائية والريفية، على حقهم في رعاية صحية جيدة المستوى.

وسعت مؤسسة “ليفيج جودز” (Living Goods) غير الهادفة للربح لزيادة فرص وصول الأفراد إلى الرعاية الصحية. ويشمل عملها محورين هما؛ منع الوفيات الناجمة عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها مع التركيز على الأمهات والأطفال دون سن الخامسة، وإيجاد طرق مُناسبة لمكافأة المتطوعين في الصحة المجتمعية.

هواتف وخوارزميات للتشخيص

تتولى “ليفينج جودز” تدريب عمال الصحة المجتمعية وتزويدهم بهواتف محمولة وخوارزميات مُتقدمة تُساعد في تشخيص الأمراض من خلال طرح أسئلة قياسية والتشخيص استنادًا على الإجابات.

وعلى سبيل المثال، إذا ما اشتكت إحدى الأمهات من معاناة طفلها من الإسهال، يستطيع العامل طرح سلسلة من الأسئلة حول الأعراض الأخرى ما يسمح باستبعاد احتمالات الإصابة بأمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي أو الملاريا والوصول إلى التشخيص الأصوب.

ويجري جمع البيانات عن زيارات العاملين في الصحة المجتمعية في الوقت الحقيقي، ويتولى المشرفون متابعتها لضمان سد أية ثغرات في الرعاية الصحية بسبب تباين المناطق الجغرافية والظروف الاجتماعية والاقتصادية أو أية عوامل أخرى. كما يُساعد تحليل البيانات في الرصد المُبكر لاحتمالات تفشي أمراض معينة وتوفير الدعم اللازم لمواجهتها.

أساليب مختلفة لتعويض العاملين

حين بدأت “ليفينج جودز” عملها في أوغندا وكينيا، لم يكن كثيرٌ من العاملين في الصحة المجتمعية يحصلون على التعويض المُلائم نظير عملهم، وكانت نسبةٌ كبيرةٌ منهم من المتطوعين الذين يعملون ساعات طويلة يوميًا ويقطعون رحلات شاقة لتقديم الرعاية الصحية لآخرين دون أن يتلقوا عائدًا ماليًا.

وعلاوةً على ذلك، تُمثّل النساء النسبة الأكبر بين العاملين في الصحة المجتمعية بنسبة 90% في أوغندا و70% في كينيا. لكن غياب الأجر المُناسب لم يمنع تمتعهن بمكانة لافتة في مجتمعاتهم المحلية بفضل عملهن في رعاية الآخرين، حتى أن بعض العاملات المتعاونات مع “ليفينج جوددز” حققن فوزًا في الانتخابات المحلية.

وفي سبيل علاج مشكلة غياب الأجور المناسبة فكرت “ليفينج جودز” في تزويد هؤلاء العاملين بسلعٍ أساسية مثل مواقد الطهي ومنتجات غذائية مرتفعة القيمة الغذائية، ومن خلال بيع هذه السلع بأسعار مُنخفضة إلى أفراد المجتمع المحلي يتمكنون من تحقيق هامش ربح محدود أثناء أداء مهامهم في الصحة المجتمعية.

وبينما ساعد هذا النهج في تحسين دخول عمال الصحة المجتمعية، إلا أنه لم يكن من المُخطط الاستمرار فيه. وفي الوقت الراهن تبحث “ليفينج جودز” تطبيق أساليب أخرى تختلف بحسب كل منطقة جغرافية مثل الدفع مُقابل كل تشخيص. وتتعاون مع وزارة الصحة الأوغندية لاختبار نظام للتعويض يعتمد على النتائج، بحيث تدفع أطرافًا أخرى كالشركات للعاملين بحسب تأثير عملهم، الأمر الذي يُشجع الاستثمار في الصحة المجتمعية.

الرعاية الصحية حسب الطلب!

تسعى “ليفينج جودز” لتوسيع نطاق عملها وإضافة خدمات جديدة مثل برنامج لتنظيم الأسرة، كما تُقدم خدمةً لاستشارات التطعيم، ومن خلالها يُحيل عاملو الصحة العائلات إلى الأماكن المخصصة لتلقيح أطفالهم. وتسمح الهواتف المُزودة بتقنية تحديد المواقع الجغرافية للمشرفين بالتأكد من ذهاب العائلات للتطعيم وتنبيههم بواسطة الرسائل النصية عند تأخرهم.

وعلى مدار السنوات الأخيرة توسع مشروع “ليفينج جودز” وتعاونت مع حكومات مختلفة سعيًا لتوفير الرعاية الصحية على نطاقٍ أكبر. وبعدما كادت تجربة الرعاية الصحية في المناطق النائية أن تكون غائبة تقريبًا، صارت بمزيجٍ من التكنولوجيا ومُراعاة الاحتياجات المحلية خدمةً بحسب الطلب تصل إلى السكان في منازلهم.

نماذج ملهمة ذات صلة

يونيو 06 , 2020

مشاركة المواطنين تُسِهم في الحد من وفيات الطرق

أقل من أ دقيقة
أغسطس 25 , 2019

كيف بنت عاصمة باراجواي بياناتها عن السكان من الصفر؟

أقل من أ دقيقة
سبتمبر 02 , 2019

في روما: تذاكر المترو مقابل زجاجات البلاستيك!

أقل من أ دقيقة
سبتمبر 04 , 2019

الفشل في الابتكار: أربعة دروس من القطاع الخاص

أقل من أ دقيقة